أخر الاخبار

ماما هل تسمعيني


ماما هل تسميعني 


إثر أحداث الحياة المؤلمة والمختلفة كذا الأزمات التي تمر بها العالم، فنحن في حاجة ماسة إلى سكينة في نفوسنا وهدوء لأرواحنا، في الحقيقة نحن كبشر نحتاج إلى السلام والطمأنينة
لكن أين السبيل وكيف بنا إليه!؟
وعلى نمط السؤال العديد من التساؤلات التي حتى الآن لست على دراية بها
أنا كطفل قارة إفريقيا وأصيل دولة غينيا بيساو في غرب إفريقيا، تعرفون تلك القارة
 ( إفريقيا) أليس كذاك ؟
ماذا تعرفون عنها، أو بالأصح ماذا قالوا لكم عنها...؟؟
أتوقع أنه قيل لكم أو أروكم أنه شرها أقرب من نفعها، وبالتالي فهي قرينة الشر وشبيهة التدفق وأب الفقر، كل هذا أو ذاك  قد سمعتموهم وأوعيتموه حتى أن بعضكم لا يكاد يصدق إلا هذه الخرافات، هذه المعلومات التي جُعلت على هامش هذه القارة السمراء.
لست هنا لأصحح تلكم المعلومات الكثيفة التي ملئت عقولكم واحتوت مشاعركم، بل وإن أردتُ ذاك فليس لي طاقة به.
لذلك سأكتفي بالقول هل أنتم مستعدون للسماع مني أنا أيضا، رغم أن بضاعتي مزجاة ؛هل تقبلون أن أخبركم ما لم يأتكم به غيري في القرون الماضية، هل حقا تريدون أن تصغوا إلي لتتعرفوا على حقيقة الأمور، فتدركوا بذاك في هذه السطور، بعض الجذور التي خفيت عن الوجود.. فمرحبا في عالم الأحياء عالم القارة السمراء.
عندما نتكلم عن إفريقيا ككل فلا شك أنه يتبادر إلى الذهن كل الافتراضات من خير وشر، وهذا طبيعي جدا لعقل الإنسان المسكين الذي خلق ولم يك شيئا وعلمه الله بعد ما كان جاهلا. فطبيعي أن يظن ما يشاء ويتفكر فيما يشاء كيف يشاء
لكن العيب كل  العيب هو أن يتقبل كل ما هبّ ودبّ، وأن يتسلم إلى الأخبار كما وردت دون فحص ولا تحقق، أوليس جُعل له العقل ليتفكر به ويتدبر ويطمئن النظر فيما يعتريه، وهذا العقل هو الفارق الأهم والوحيد بينه وبين الحيوانات.
فليس هناك شيء جديد أضيفه أو أبتكره، ولكن هناك دوما شيء واحد أؤمن به ومتيقن به. هو أني من أبناء هذه القارة، رغم ضعف حالي وقلة قدرتي فلا أنفك أن أكون ابنها ودمها تجري في عروق جسمي
مع احترامي لبقية القارات عامة وخاصة تلك التي توجد بها دول مسلمة إلا أن مُلكي ونسبي وأصلي هي لي وأنا أحق بها عن غيري.
فصحيح أن التاريخ علمنا على ممر العصور أن الحضارات تكمل بعضها بعضا، وهي بمثابة سلسلة ملصقة بعضها عن بعض وأنه لا يمكن لفرد أو لمجتمع ما أن يعيش وحده دون الحاجة  والاستفادة لغيره،  ولكن الذي يحيرني ويثير دهشتي أن
 ماما إفريقيا لم تكتمل حتى الآن ولم تمم زادها نحو الانطلاق إلى التقدم ؛
ماما إفريقيا حتى الآن لم تزل تستعد مؤونة السفر وقوت الترحال إلى الازدهار؛
 ماما إفريقيا مازالت مستهلكة ولم تذق مرحلة الإنتاج؛
 ماما إفريقيا حتى الآن تشكر ولا تعطي؛
 ماما إفريقيا حتى الآن تستنجد ولا تنقذ ؛
ماما إفريقيا حتى الآن تستغيث وتصرخ بصوت عال حتى ينقذها ألدّ الأعداء لها ؛
ماما إفريقيا حتى الآن لسان حالها تقول متى نصر الله؟؟ وما عندي غير القرآن للإجابة على هذا السؤال  ألا إن نصر الله قريب.
إذا هل تأخر النصر أم أننا لسنا مستعدين للترحيب به، فالواقع يقول إننا مازلنا غير مؤهلين.... قد تقول لكن لماذا؟؟؟
بكل بساطة لأننا لم نغير طريقة تفكيرنا ولم نخضع عقولنا إلى الإنتاج المعرفي، لم نعود أنفسنا ولم نتعبها على التدبر واستخلاص الشر من الخير، نحن فقط أمة تريد الخير وتسلك سبيل الشر، تريد الإبداع وتهمل الإقناع، تريد التحرر وتلبس ثوب التكدر
يا أمتي متى الاستيقاظ والاتعاظ؟؟
لا تقلقي يا ماما سوف تتقدم وتزدهر لكن بشرط أن تقدم الثقافة على المادة، عليك يا ماما أن تغذي العقل قبل الحفل، علمي أبنائك أنهم أصحاب أولى الحضارات في العالم، أخبريهم أنهم ثاني قارة دخلها الإسلام بعد مكة، أخبريهم أنهم أكبر حجما وكثافة من منافسيهم هؤلئك، علميهم قدرهم ورسّخي في أذهانهم أنهم أمة خلقت لتعيش عظيمة وخالدة. علميهم أن يحافظوا على مبادئهم ويمضوا في سبيلهم متوكلين على ربهم غير مكترثين ومقلدين لغيرهم.. أخبريهم حقا أنهم منكِ وأنت منهم.
  فلا تدعيهم ينحرفون عن الصواب بينما منهم أولى ألباب
يا ماما أنا الآن أقف هنا بنية لقياك مجددا وآمل أن تكوني حينها غيرت أدب أبنائك وأرشدتهم إلى طريق الصواب.

الكاتب: إبراهيم باري

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-