أزمة ثقافة ريادة الأعمال في التعليم العربي الإفريقي: جنوب إفريقيا نموذجًا
يعاني التعليم الأفريقي عامة والتعليم العربي خاصة في جنوب إفريقيا، من غياب واضح لثقافة ريادة الأعمال في المناهج الدراسية، مما يحد من قدرته على إعداد الطلاب لمواجهة تحديات سوق العمل وتحقيق التنمية المستدامة، وفق رؤية الأمم المتحدة للتنمية المستدامة
( 2030 Agenda ) ورؤية إفريقيا (2063 Agenda )
يُعتبر هذا الغياب عاملًا رئيسيًا في تفاقم البطالة بين الشباب وعدم قدرة النظام التعليمي على مواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية.
التحديات الأساسية تشمل نقص البنية التحتية التعليمية، محدودية الموارد المالية والتقنية، وضعف المناهج التي تعتمد على التلقين النظري بدلاً من تنمية المهارات العملية والإبداعية. كما أن الفجوة الكبيرة بين التعليم وسوق العمل تزيد من صعوبة تمكين الشباب من تأسيس مشاريعهم الحرة.
على الرغم من هذه العقبات، تظهر مبادرات ناجحة في جنوب إفريقيا يمكن أن تلهم الدول الأخرى، مثل برنامج “YES” (خدمة توظيف الشباب) الذي يركز على تدريب الشباب، وحاضنات الأعمال الجامعية التي تقدم الدعم المالي والفني للمشاريع الناشئة.
ومبادرة النقابة الوطنية للتعليم الفرنسي العربي بجهورية غينيا، التي يرأسه فضيلة الدكتور إبراهيم ماسيري " حفظه الله ورعاه " فهذه النقابة بدأت تخطو خطوات كبيرة في نشر ثقافة ريادة الأعمال لدى الشباب الغيني ولو ثمة تحديات وفجوات يمكن أن تؤثر سلباً في تحقيق هذا الهدف النبيل!
ومركز النهضة الشبابية الإفريقية الذي تم تأسيسه على يد السيد إبراهيم مبارك باري، لتقديم خدمات متنوعة ودورات تدريبية مختلفة في مجالات عدة مثل التكنولوجيا الحديثة، الذكاء الاصطناعي، الريادة والابتكار ونحوه. فهذا المركز يمكن أن يصبح في المستقبل القريب جامعة عالمية رائدة تجمع نخبة من الشباب الرواد، صناع القرارات المسيرية.
غياب التكامل بين ريادة الأعمال والتعليم يؤدي إلى حرمان الطلاب من اكتساب مهارات حيوية مثل التفكير النقدي، الابتكار، وحل المشكلات، مما يعوق مساهمتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
للتغلب على هذه الأزمة، يجب إصلاح المناهج التعليمية، تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، وإطلاق برامج تدريبية للمعلمين لتطوير قدراتهم على تقديم المفاهيم الريادية. كما ينبغي الاستثمار في البنية التحتية ودعم حاضنات الأعمال لتوفير بيئة تعليمية داعمة.
إن دمج ريادة الأعمال في التعليم ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان مستقبل اقتصادي واجتماعي مستدام في جنوب إفريقيا.
وعلى ذلك، لم يعد شبابنا يريدون الصدقات بل يريدون أن يبنوا مستقبلهم الخاص وأن يملكوا فرصة عادلة للتنافس.
#موسى دومبيا " أبو المعالي الغيني